حكايتى ... من أسهل "سؤال" الى أسعد "لحظات" حياتى
البداية...
مش متاكد البداية كانت امتى بالتحديد ... حب كتابة الاعلانات و التسويق والبيزنس بشكل عام .. مش قادر حتى اسمي البداية انها كانت بداية حب للاعلانات على قدر ما كانت عشق لاستخدام الكلمات للتعبير عن افكار محددة بشكل جذاب ينمى رغبة القارئ انه يعرف اكتر عن الفكرة اللى بقدمها ... و اللى بتتطور بعد كده الى ان ترقى لرغبة حقيقية عند القارئ لشراءالمنتج او الخدمة اللى فكرتى بتتكلم عنها ...
كلنا واحنا اطفال كانوا اهلنا بيقعدوا يسألونا عايز تطلع ايه لما تكبر .. انا فاكر انى كنت بقول عايز ابقى صحفى .. محامى .. كاتب ومؤلف ... مراسل فى محطة إخبارية ... رجل اعمال بيشتغل فى الاستثمارات العقارية (كنت متاثر جدا ببنك الحظ وفكرة بناء البيوت ثم بيعها وتحويلها لفنادق تدر دخلا كل ما مر احد على بلد من البلاد اللى تحت سيطرتى) ... كانت كل اجاباتى متعلقة بالكلام و الكتابة (بالرغم انى كنت طفل هادى جدا ومش باتكلم غير لما حد يطلب منى).. وبعض ميول البيزنس القوية الواضحة زى الشمس ...
أسهل سؤال
لما وصلت مرحلة اعدادى كنت بدات اكتب قصص بس والدتى معجبهاش الموضوع نظرا لانى باستخدم اسماء و شخصيات حقيقية من المجتمع اللى حواليا وخافت ان ده ممكن يضايق الناس اللى نعرفهم لما يعرفوا انى باكتب عنهم وباحتفظ بالورق ده اللى ممكن حد يقراه بعد كده وتحصل مواقف مش لطيفه خالص ...
كان سؤال التعبير فى مادة اللغه العربية من اكتر الاسئلة اللى الولاد بيشتكوا منها ... على عكسى انا ... كان بالنسبالى اسهل سؤال على الاطلاق .. لدرجة انى كنت بخاف ياخد وقت اطول من اى سؤال تانى .. فا كنت باسيبه للاخر ... عشان اخد راحتى و اسهب زى ما انا عايز ...
أهات مدرجات الدرجة التالتة
لما بدات اشتغل في شركه
multinational
كانت كل الايميلات والمراسلات و كل الورق بال
English
علي اساس ان دي هي لغة التعامل الرسمية في الشركة..
بعد فتره قصيره في الشركة اتشهرت اني باعرف اكتب ايميلات قوية جدا.. اي حد بيكتب ايميل في مسالة مهمة او موضوع خطير و محتاج استشارة او مساعدة او حتي اعادة صياغة.. كان بيجيلي علي طول..
ومع الوقت بقي لو حد عنده مشكله مع و المراسلات هتطول.. بقي يطلب مني زي استراتيجية تعامل كمان في المراسلات دي... وانا كنت دايما في الخدمة لاني بحب اكتب ايميل قوي منمق.. يصيب الهدف.. اختيار الكلمات و وضعها في عبارات متسلسلة بشكل بسيط و قوي في نفس الوقت كان حاجة ممتعه جدا بالنسبالي..
كان ممكن اوفر وقت مخصوص او اصحي بدري ساعتين او اسهر في الشغل عشان اكتب لحد من زمايلي ايميل او اراجع CV.
منساش فى يوم لما مهندس حب يفوض بعض المسؤليات للفريق اللى معاه واللى كنت انا واحد منهم ... فا اختار طريقة عشوائية جدا عشان يقسم الشغل علينا ... الاسلوب معجبناش وبدانا نرد على الايميل بتاعه .. كل واحد رد بشكل منفرد ... و انا كمان حطيت كل اهتمامى وكتبت كلام ظاهره الشكر على الخطوة الحلوة الجديدة دى ...
وباطنه نقد واستياء من الاسلوب بتاع ال
Delegation
اللى اتبعه معانا ..
يومها سمعت كل اللى قاعدين فى القاعة وكأنها مدرجات الدرجة التالتة فى إستاد القاهرة الدولى لمباراة نهائى الكأس ... اهات و كلمات " الله .. الله " بتتردد بصوت عالى من كل مكان اعجابا باسلوب الايميل اللى كتبته .. طبعا هى حاجه لا تستدعى كل هذا الفخر ... لكنى ايقنت ان لى اسلوب مختلف و مميز .. ممكن جدا الناس تحبه وتتفاعل معاه ...
سكك حديد مصر ... فى ثوبها الجديد
أثناء دراستى فى كلية هندسة معديتش بتجربة انى احضرمحاضرة ممتعة الا نادرا جدا ... على عكس دراستى فى ماجيستير أدارة الأعمال ... بالرغم ان المواد كانت جديدة جدا عليا .. بس كنت مستمتع الى اقصى حد ...
كنا في اول تيرم .. و بالنسبالي كمهندس كانت كل أنواع علوم البيزنس والإدارة عباره عن طلاسم نظرا لان دراستي في الهندسة كلها مبنية علي الارقام والمعادلات... اول مره كنت اتعرض للبعد الإنساني والاجتماعي...
و كان من اكتر الكورسات اللي شدتني جدا و كنت شغوف بكل كلمة بسمعها فيها... هو كورس ال
Marketing Management
اداريات التسويق..
الدكتور اللي كان بيشرح الكورس مكنش مجرد استاذ اكاديمي.. بالعكس كان راجل استشاري عتيق في السوق.. ليه اسمه وشهرته في مجال التسويق و الاستشارات الاستثمارية..
الدكتور بعد شرح الكورس في 3 شهور كاملين.. و استفاض في نظريات ومفاهيم التسويق و عدد كبير من الدراسات للخطط التسويقية للشركات... لما جينا في الاختبار النهائي جاب الامتحان سؤال واحد فقط... من فقرتين و كان على كل طالب ان يختار فقرة واحده بس ... هو ده الامتحان النهائى ... اربع سطور .. تختار منهم سطرين .. و بس كده ..
السؤال كان بيقول ... أكتب خطة تسويق استراتيجية لواحدة من الاتى ... اختار بحرية مطلقة : مصلحة البريد ... او سكك حديد مصر.. على ان تكون الخطة دى مكتوبة كلها فى صفحة واحدة فقط ...
اخترت سكك حديد مصر نظرا لانى كنت و مازلت من اشد الناس تألما لما بروح محطة القطار واشوف البهدلة اللى الناس بتتبهدلها فى المحطة والقطارات ..
الامتحان بالنسبالى كان ممتع جدا على عكس كل الدفعة ... خلصت بسرعه وكنت راضى جدا عن اجاباتى ... وكانت اول مرة اعرف انى ممكن اكتب كلام حلو ومؤثر و مركز و قليل فى نفس الوقت ... و بفضل الله جبت 92 من 100 فى المادة دى ..
كنا حوالى 4 طلبة فقط اللى جبنا فوق ال 90 ... و باقى الدفعة كانت درجاتهم بين ال 50 وال 70 .. بالرغم ان معظم الدفعه كانوا مديرين مبيعات ومديرين تسويق فى شركات كبيرة و محترمة ..
فالحقيقة كانت دايرة كبيرة جدا من مديرين التسويق و المبيعات واقفين بيستجوبونى و بيسالونى انت عملت كده ازاى؟... كتبت ايه خليت الدكتور ادالك الدرجة دى ؟
وقفوا يستجوبونى ... عملت كده ازاى ... رديت قلتلهم كل الحكاية انى فهمت الراجل الدكتور ده طلباته ايه ... ونفذتها .. مع قليل من الابتكار والابداع ... والكثير من الاختصار ... عشان الصفحة الواحده تكفى .. زى ما طلب ...
يومها عرفت عن نفسى انى مش بس باعرف كتب كلام مؤثر ومختصر .. لا عرفت كمان انى غرقان فى حب التسويق و تطوير البيزنس ..
اللمبة اللى نورت
و جريت الايام ... و بدأ يزن عليا السؤال الزنان اياه ... "طيب و بعدين ؟"
اشتغلت واترقيت وسافرت ورحت وجيت واتجوزت وخلفت ... والحمد لله على نعمه وفضله ... بس دايما كان جوايا سؤال ... هو انت ده ؟ هو انت اللى قاعد جوه ال Partition ... المكعبات اللعينة فى الشركة دى ؟ هو انت اللى مش قادر تسمع الموظفين حواليك وهم بيتكلموا ؟ ..... والاجابة كانت "لأ" ... مش انا هذا الشخص ...
توهان بقى و أفكار تودينى وخطط تفشل و محاولات ... لغاية ما اقع بالصدفة على كورس لتحويل الشغف الى مشروع ناجح ... يا سلام هو ده ...
خلصت الكورس و اشتركت بعده فى برنامج مكثف كامتداد للكورس ... البرنامج كانت مدتة سنة ... وفى تانى اجتماع ... سمعت كلمة
Copy-writing
... اللمبه نورت فوق دماغى ...
وكانت اول مره اسمع ان فى علم وفن بيشرح و يهتم بكيفية كتابة المحتوى الاعلانى بشكل محترف ... وان العلم والفن ده ليه ناس كبيرة وقديمة شغالين فيه وان الموضوع فى دراسة ومش مجرد موهبة فقط ... فما بالك باللى يعرف يدمج العلم مع الموهبة ...
و بالرغم ان الموهبة و اليات الابداع والابتكار لاستخدام الكلمات كانت متوفرة عندى مع حب وشغف كبير بالتسويق والبيزنس بشكل عام.. الى انى كان لازم اقرا واتعلم واتواصل اكتر مع الناس العظيمة اللى سبقونى فى المجال ده ... ودى كانت بداية احترافى لكتابة المواد الاعلانية ...
أسعد لحظات حياتى
و مع انطلاق شرارة ريادة الاعمال و انتشار الفكرة بين الناس ... بدا يظهر مشروعات كتير عندها منتجات وخدمات تحمل قيمة حقيقية للناس ... لكن اصحاب البيزنس بيبقوا غير قادرين على اظهار القيمة دى بشكل يليق بالمنتجات والخدمات اللى بيقدموها ...
و للسبب ده بقى عندى شبه جاذبية ناحية اى حد صاحب بيزنس لكن مش عارف يتكلم عنه بشكل مناسب للجمهور مما ادى الى انخفاض نسب مبيعاته ... ببقى متحمس جدا انى اكتب عن المنتج ده و اعبر عن مزاياه باسلوب يشجع العميل انه ياخد قرار الشراء وهو مبسوط ومن غير ضغط او وعود غير حقيقية ...
حرفيا .. بقيت باستمتع باسعد 3 لحظات فى حياتى ...
- لحظة لما تجيلى الفكرة الجبارة اللى عمرها ما حد شافها قبل كده ... و اللى هاعرضها فى الإعلان
- لحظة تسليم العميل للاعلان اللى بيتغنى بمزايا و جمال المنتج بتاعه
- لحظة سماع رأى العميل لما يعجبه الاعلان ويحس ان فعلا كلماتى هتوصل لقلوب الشريحة المستهدفة .. و اللى هيضاعف من نسب مبيعاته و يرفعها للسحاب ... باذن الله ..
Copyright 2018